الزعيم مصطفى كامل.. مناضل من أجل الهوية 

الزعيم مصطفى كامل
الزعيم مصطفى كامل

تحل اليوم السبت ذكرى رحيل الزعيم مصطفى كامل، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1908، بعد أن خاض معارك طويلة من أجل الحفاظ على هوية الوطن المصري وشعبه حيث ساهم الزعيم مصطفى كامل، في فضح جرائم الاحتلال والتنديد به في المحافل الدولية خاصة بعد مذبحة دنشواي التي أدت إلى سقوط اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر.

اقرأ أيضا : أنور أحمد.. شبيه الزعيم مصطفى كامل «ممثل لمرة واحدة»

ولد الزعيم مصطفى كامل يوم 14 أغسطس عام 1874، في قرية كتامة الغابة التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية وكان أبوه "على محمد" من ضباط الجيش المصري، وقد رزق بابنه مصطفى وهو في الستين من عمره. 

التحق الزعيم مصطفى كامل بمدرسة الخديوي، وبعد انتهائه من المرحلة الثانوية ترك مصر سنه 1893، ليقدم في مدرسة الحقوق الفرنسية، ثم عاد إلى مصر ولمع اسمه في مجال الصحافة، وزادت شهرته أكثر في مجال الصحافة البريطانية وليس ذلك فقط بل عرف بدوره الكبير في مجالات النهضة والثقافة مثل نشر التعليم، وقام بدور كبير في إنشاء الجامعة المصرية، وكان حزبه ينادى برابطة أوثق بالدولة العثمانية كما عرف مصطفى كامل، باهتماماته الثقافية ومن أشهر كتبه في تاريخ مصر كتاب "المسألة الشرقية" عام 1898، وأصدر أيضا جريدة اللواء اليومية عام 1900.

وفى عام 1906 كان الزعيم مصطفى كامل يعالج في فرنسا، ووقعت وقتها حادثة دنشواي التي ارتكبها الإنجليز بعدما قتلوا عدد كبير من الفلاحين المصريين، أمام أعين أبنائهم وأهلهم وعندما سمع مصطفى كامل هذا الخبر ترك فرنسا على الفور وقطع رحلة العلاج، وذهب إلى لندن وكتب مقال عنيف ضد الاحتلال البريطاني، ثم تقابل مع وزير بريطانيا وطلب منه تشكيل الوزارة، وبرغم ذلك قام الزعيم مصطفى كامل برفض هذا العرض وذهب إلى بعض الدول، ليقوم بالدعاية لقضية مصر، للتخلص من الاحتلال البريطاني.

بعد حادثة "دنشواي" عاد مصطفى كامل إلى القاهرة، وقام بإعلان تأسيس الحزب الوطني، وقام بإلقاء خطبته التي كانت من أشهر وأجمل وأطول الخطب، والتي قام بها وسمي هذا الخطاب "خطبة الوداع" وطالب في خطبته باستقلال مصر من الاحتلال البريطاني.

ومن أشهر أقوال مأثورة لـ مصطفى كامل، لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا، لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، الأمل هو دليل الحياة والطريق إلى الحرية، الأمة التي لا تأكل مما تزرع وتلبس مما لا تصنع أمة محكوم عليها بالتبعية والفناء، أحرارا في أوطاننا، كرماء مع ضيوفنا. 

توفى الزعيم مصطفى كامل عن عمر يناهز 34 عاما، وتسببت وفاته في حالة كبيرة من الحزن الشعبي، وحضر جنازته مئات الآلاف الذين اعتبروا كامل بطلهم، ودفن جثمانه بالقرب من قلعة صلاح الدين الأيوبي.

المصدر.. مركز معلومات أخبار اليوم